top of page

الأيام - المدونة الأولى



إنها الأيام ..

باتت متشابهة.





ليلٌ يأتي.

صباح.

شمس تشرق، تغرب.

ليل.. نوم.

استيقاظ. نوم... ليل.. صباح..


رمادي.. اللون الموحد لهذه الأيام هو الرمادي..

حتى وإن تلونت بعضها، ألوانها باهتة، مثل الرداء القديم الذي غُسل ثلاثة مئة مرة وأصبح باهت اللون، وأنت ما زلت تحب ارتدائه، وكلما بَهِتَ أكثر، تزداد فرصه بأن يصبح رداء نومك المفضل.


حسناً، لقد خرجت عن النص، أرجوكم عندما تجدوني أخرج مرةً أخرى نبهوني أن أعود، فأنا دائماً ما تجدوني أبدأ بموضوع، وأنتهي بآخرٍ لا يمت له بصله.

وها أنا أخرج أيضاً.. سأعود.




ماذا كنت أقول؟ نعم إنها الأيام.. مالها الأيام؟ جميلة.. نعم إنها جميلة، أحب أيامي جميعها، برماديتها وألوانها، بكل طبقاتها، بدرجاتها الفاتحة والداكنة. أحب اختلاف أيامي عن بعضها، وأحب اختلاف ألوانها، فلكل يومٍ لونٌ ما يميزه عن غيره، كالأيام الصفراء مثلاً، التي نستيقظ فيها ونحن نشعر أن اليوم سيكون سعيد، نرتجل من أسرّتنا، نستحم ونلبس الرداء الذي نشعر بأنه يشبهنا، نعم جميعنا لدينا ذلك النوع من الملابس الذي نشعر أنه يشبه دواخلنا، التي نرتديها في اليوم الأصفر.




أما عن اليوم الاغبر، عفواً، أقصد الأحمر، لا أحب اليوم الأحمر.. أم أنني لا أحب اللون الأحمر كيوم؟ ما هي ألواني المفضلة؟ ربما ألواني المفضلة هي أيامي المفضلة.. أصفر، أبيض، بنفسجي، أزرق، أخضر.. ربما لكل منا تصنيف مختلف لألوان أيامه، بناءً على تفضيله لكل لون.. فمثلاً، اللون الأبيض يشبه الأيام التي أراكِ بها.. يومٌ مليءٌ بالصفاء والراحة، لون لا حد له، لا نهاية للون الأبيض، كما أيضاً لا نهاية لعينيكِ، لا نهاية لما أشعر به من عينيكِ..

ها أنا أخرج مرةً أخرى، لِمَ لَم تنبهوني؟ أم أنكم أيضاً لم تستطيعوا التوقف عن الشعور تجاه عينيها؟ أرأيتم؟ إنها كذلك، دائماً مستمرة في سرقتي، في سرقة كياني وداخلي وكل ما يسكنني..

حسناً سأعود، ماذا كنت أقول مرةً أخرى؟ هل أنا مجنون؟ لا لا أظن ذلك..



الأيام! نعم إنها الأيام.. سيئة الأيام، مليئة بالسواد، مليئة بالحزن والألم.. الألم؟ أحب الكتابة عن الألم..

إن أجمل كتاباتي هي التي تعبّر عن الألم.. يلهمني الألم رغم ألمه.. رغم قسوته، رغم سوداويته وضيقه على نفسي، يخنقني، يقتلني يمزقني.. توقف سعود، لا تبالغ، إنه مجرد ألم!



حسناً، وماذا بعد؟

لا أعلم، أحاول أن أبقيك تقرأ..

وإن كنت قد بقيت تقرأ إلى هنا، فأنت لم ترى سوا بدايةِ جنون حروفي!

إنها مزدحمة جداً.. جميعها تنتظر وتتدافع عند الباب، تريد الخروج، لقد كانت تنتظر هذه اللحظة منذ مدة طويلة، طويلة جداً.

ستتحرر حروفي، وستكون أنت أول من يقرأها، تكريماً لوصولك إلى هذه النقطة.









220 views

Recent Posts

See All

1 Comment


alhnoufahmad9
Oct 29, 2022

البداية مشوقة للكتابات الجاية .. استمر 👏🏻

Like
bottom of page