وضعت كل الأشياء في الحقيبة
ولكنها ما زالت فارغة..لا وزن لها، فلم أجد كفايتي من الكلمات لأضعها بها..
وضعت كل الأشياء في الحقيبة.. وذهبت بها، إلى المعركة..
تجّهز الجنود..
وتجمعنا سوياً، في نقطة الالتقاء
هل نحن جاهزون فعلاً لهذه المعركة؟
لم يجب أحداً.. فكان الخوف من النتيجة قد اكتسح المنطقة..
نحن جاهزون، حتى وإن لم نكن..
هذهِ معركة يجب أن نخوضها، لأجلنا سوياً..
مشينا في الطريق، وحين اقتربنا..
توقفنا قليلاً، لنأخذ النفس الأخير..
تحدث الجندي الأول ”نستطيع أن نخوضها، حتى وإن كان النتيجة هي الخسارة..“
حتى سمعتُ صوتاً من الخلف.. يتئتئ في الكلام ويهمس بصوتٍ منخفض ”لا أريد أن نخسر..“..
وكان هذا الجندي، هو قلبي..
نظرتُ إليه مع ابتسامةً تعي ما يقصد.. فهذا الجندي هو أكثر من عملَ كثيراً كي لا نصل إلى مرحلة المعركة..
ولكننا هنا، في اليوم الموعود،
أنا، وكل الجنود..
وصلنا، وبدأ يظهر ذلك الظل..
الذي لطالما ظللنا تحته،
واعتدنا أن يكون حِمانا،
ولكن اليوم، لم يعد أماناً..
بدأ يقترب..
نريده أن يقترب..
ولكن؛ دون عراك.. لا نريد المعركة
نريد القرب والظل والعودة معاً إلى الديار..
ولكن؛ ما الفائدة إن كنّا هدمنا الديار
مالفائدة، إن لم يعد يسكنها أهل الدار
مالفائدة، بعد أن تلوثت كل الذكريات،
وجفت الأرضُ والأنهار..
امتَدّ الظل، حتى رأينا الخصم..
يا لهذا الخصم الذي كان في منتهى النور
حتى نسي القلب أننا في معركة
وبدأ يسري بين أورِدَتَهُ السرور..
تحدث الجندي الأمامي أولاً، وقال ”أهلاً.. ها نحن هنا على تل الهاوية“
قال الخصم ”حتى ونحن على الهاوية.. لا أريدك أن تقع..“
عجيبٌ ذلك الخصم.. وكأننا بالفعلِ لم نقع
لقد بقينا على الهاوية، منذ أن احترقت الديار..
وعن الوقوع؛ فقد كان حتى من قبل بنيانِ الدار..
إذاً، ها نحن على الهاوية.. هل سنسقط أم ماذا؟
ألقيتُ نظرةً على الحقيبة.. لا شيء..
فقد كان قلبي يصرخ بكل شيء..
بدأ بماذا ولمَ وهل
وكل المفردات التي لن تصنع فارقاً.. فجعلته يصمت، فلا فائدة..
نعي أيضاً، نحن والخصم.. أن لا فائدة من القدوم إلى المعركة
ورغم ذلك.. أتينا
ونعلم أن سبب المعركة.. أننا اشتقنا
وأردنا أن تكون هنالك معركةً أخيرة.. لم يربح بها أحداً..
أردنا أن تكون لنا مرةً أخيرة
ونحن نعلَمُ أنها هي المرّةُ الأخيرة..
لم أحتاج إلى أي سلاح لتلك المعركة
فقد كان ذلك الخصم،
هو كُلَّ ما أملِك.
Comments