بماذا أشعر اليوم يا ترى؟
بماذا تشعر اليوم يا ترى؟
يتغيّر الشعور في حياة الإنسان في كل يوم،
حتى وإن شعرت بنفس مشاعر الأمس، يختلف مستوى الشعور.
طرق الحياة ومفارقها عديدة، تأخذنا الحياة في كل يومٍ وآخر إلى طريق لا نعي ما هي بدايته ونهايته، ما هي العقبات السعيدة والحزينة التي ستواجهنا، وهل هنالك عقبات سعيدة أيضاً؟
تعلّمنا الحياة أن العقبات وُجِدَت لتختبرنا أحياناً، ولتجعلنا نستشعر أياماً أخرى أننا مخلوقات ضعيفة، وهذا جزء من كوننا بشر..
أستشعر أيامي دائماً، ومؤخراً يزداد استشعاري وامتناني بالحياة وبذاتي..
أحب الحياة، وأحب أنني أحياها وأنا سعود، ومن نعمة الله علينا أنه وضع في كل شخص منّا الشعور بالحياة بطريقة تتناسب مع مكنونه وشخصه ونظرته لها.. فالحياة في عيني مليئةً بالحب اليوم، وربما غداً لا أراها كذلك، ولكن اليوم؛ أرى الحياة جميلة، وأُحِبُّها أيضاً، بكل ما فيها من تجاربٍ وعقبات، بكل الحزن والسعادة، بكل الفقد وبكل الأسى، وبكل ما تحمله الأيام لنا من حب، بكل الحب.. بكل الحب الذي بها، بكل الأعياد والعائلة، وبأُمّي.. أُمّي تُشكّل في نظري صورة من صور حبّي للحياة.
الحياة تتغير، تحزننا تارةً وأخرى تسعدنا.. تأخذنا إلى سمائها صباحاً، وإلى قمرها ليلاً.. أو أرضها مساءً..
حالاتنا هنا ليست دائمة، وهذا أمرٌ سعيد، يسعدني أن الأشياء تتغير، يسعدني أن الأشياء لا تبقى على حالها، أو أنها أصبحت تسعدني.. بعد ما مررت بتجاربٍ تمنيت أن لا تتغير الأشياء بها، وتبقى كما هي في كل يوم وتدوم..
حزنت عندما تغيرت الأشياء، أتذكر حُزني تماماً، أتذكر كيف شعرت وكأنّ ذلك حصلَ بالأَمس، وها أنا اليوم، متقبل التغيير، وموقن أنه جزء من طبيعة العَيْش هنا على هذه الأرض، وفي هذه الحياة، وأن الثابت الذي يدوم، هو طبيعتنا في التغيير..
تتغير الأشياء
تتغير الحياة
وتتغير أنت أيضاً،
وتتغير الحياة في داخلك.
أتمنى أن تزيد حُبّاً وحياةً.. فبالحبّ تحيا القلوب، ويحيا الإنسان وقلبه مليئاً بالحياة.
Comments